مُدَونَة د. حُسَام عَقْل

15‏/08‏/2017

«درويش» يظل أيقونة لمرحلة التأسيس الشعري الفلسطيني الأول

قال الناقد الأدبي الدكتور حسام عقل إن محمود درويش يعد رمزًا من رموز الجيل الأوسط الذي جاء بعد تجربة التأسيس للقصيدة التفعيلية لدى صلاح عبد الصبور والبياتي والسياب، حيث جسد من خلال دواوينه المتعددة جسرًا بين أجيال الجذور في القصيدة التفعيلية والجيل الحداثي الذي دخل بالتجربة فيما نسميه بالقصيدة المركبة التي تعتمد على البوليفونية والمونتاج والتلاعب بالتركيب المقطعي وغيرها من الآليات.

وأضاف في تصريح خاص لـ«الدستور» أن محمود درويش كان من الأصوات القليلة التي حفظت للقصيدة الغنائية كثيرًا من هيبتها وامتدادها، من خلال تجاربه المتنوعة، خصوصًا «جدارية» و«لماذا تركت الحصان وحيدًا؟»، لافتًا إلى أن القاهرة أسهمت بدور كبير في تشكيله الفني والفكري.

وقال «عقل» إن الحواضر التي عاش فيها درويش بعد تجربة الخروج المؤلم من بيروت عام 1982، مثل «دمشق وموسكو» وغيرها، لم تؤثر فيه قدر ما أثرت القاهرة، خصوصًا في إكسابه مهارة إدارة المجلات الثقافية الجادة، على نحو ما نجد في تجربته في الصحافة والإبداع الثقافي من خلال إدارته لمجلة «الكرمل»، التي تأثر فيها بالخبرات الصحفية المباشرة التي اكتسبها في القاهرة.

وأوضح «عقل» أن تواصل درويش مع جيل الرواد الفكريين في مصر لعب دورًا جذريًا في نقله من المرحلة الماركسية الخالصة إلى المرحلة الأحدث «غير المؤدلجة» وهي المرحلة التي تأثرت بها الحلقة الأخيرة من رحلته، حين انكسر فيه حلم القومية العربية بتأثير الانتكاسات المتصلة، دون أن تنكسر فيه إيماناته بجدوى العروبة ذاتها.

وأكد «عقل» أن درويش يظل جنبًا إلى جنب مع سميح القاسم وعز الدين المناصرة أيقونة لمرحلة التأسيس الشعري الفلسطيني الأول، ويظل نموذجًا لعناق «الفني» بـ«السياسي»، حيث أسهم بنصيب كبير في تأسيس وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطيني، وغيرها من الفعاليات الجذرية التي شكلت مسارًا مهمًا للقضية الفلسطينية.
____________
نقلاً عن جريدة الدستور


بتاريخ الأربعاء 09/أغسطس/2017 
بقلم/ جمال عاشور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق