
قال الناقد الأدبي الدكتور حسام عقل: دور وزارة الثقافة في العقود الأربعة الماضية تدهور بشكل كبير، الأمر الذي تسبب في عجزها عن صياغة الوعي الوطني، وفشلها في إقناع الرأي العام بأهمية الحفاظ على الهوية الوطنية.
وقال لـ«الإقتصادي» أن وزارة الثقافة مصابة بفساد كبير بدأ يدخل في مرحلة تفكيكها، بدليل طرح مقترح تسليم قصورالثقافة في المحافظات إلى وزارة الوحدات المحلية، وهو أمر غاية في الخطورة ونتائجه سلبية جدًّا، مشيرًا إلى أنه قبل مواجهة الإرهاب نحتاج إلى حلول فكرية تمتلك مفاتيحها النخبة المثقفة.
وتابع عقل أن المجلس الأعلى للثقافة نفسه به 26 لجنة دورها الأساسي إجراء الحوار مع المتزمتين فكريًّا ورد عقلهم إلى الصف الوطني، لكنها في الحقيقة لا تقوم بدورها، فهي عبء على خزانة الدولة دون فائدة، مضيفًا أن نشاط الوزارة لا يمتد إلى الأقاليم، حيث لا تمتلك الوزارة جسورًا للتواصل مع باقي جسد الدولة.
ولفت الناقد الأدبي الانتباه إلى الأداء الإعلامي الذي يعتمد على الخطاب التحريضي بشكل كبير ولا يعالج أزمة التطرف والإرهاب في المقام الأول، موضحًا أن القيادات الإعلامية تغلب عليها الضحالة ولا توائم متطلبات المرحلة الحالية، فضلًا عن السياسات الاقتصادية التي زادت من مساحة القهر الاجتماعي.
وقال الشاعر زين العابدين فؤاد: كل ما تطرحه المؤسسات الرسمية لمواجهة الإرهاب عبث؛ لأن الإرهاب في جمهورية مصر العربية يبدأ من البيت والمدرسة اللذين يربيان الفكر الإرهابي في النشء، وهنا يأتي دور الإعلام الذي يغذيه بشكل متواصل، متسائلًا عن دور تلك المؤسسات فيما حدث من الاعتداء على الكنائس وتعرية إمرأة مسنة بالمنيا وغيرها من الحوادث المؤسفة.
وقال فؤاد لـ«الإقتصادي» أن المجتمع في الفترة من 1919 وحتى 1952 كانت لديه القدرة على تقبل الغير بشكل غير طبيعي، ضاربًا المثل بويصا واصف الذي ترأس مجلس النواب وهو مسيحي ومن الصعيد، وتابع أن فاعلية مثل «الفن ميدان» نفذت في أكثر من 16 محافظة، وجذبت الكثيير من الجماهير إليها، وكان الرد الجهات الرسمية عليها إيقاف تلك الفاعلية مشيفًا: «اللي بيفكر إن الفن إرهاب مش ممكن يحارب الإرهاب»، مشددًا على أن مثقفي جمهورية مصر العربية مستعدون للقيام بدورهم في محاربة الإرهاب، بشرط أن تتاح لهم فرصة حقيقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق